في غرفة ظلماء مكثت لوحدي أفكر .... ومن حولي يمرحون ويرقصون ... البعض منهم لايعلم عني أي شئ والآخر تارة يتذكرني ويسأل وحين يسمع لانعلم يكتفي بالصمت برهة ثم يعود لنزهته في الحديث والضحك .... قد تقولون عني مجنون حين اقبع في تلك الغرفة الظلماء ومن اعيش معهم يتسامرون ... نعم يتسامرون ... كنت هنيهة لاأعلم لماذا فعلت ذلك !!! بكل عفوية حين هممت بالخروج من تلك الغرفة لاشارك غيري سمرته فإذا بي أعود أدراجي وأنطرح على فراشي وأسافر في تفكيييييييير عميييييييييييييييييق نعم عميييييييييق بكل ماتحمله الكلمة من معنى في العمق ... يقولون ان هناك اعمق خندق في العالم يقع قرب جزر ماريانا .. هناك في المحيط الهادي ... نعم في المحيط الهادي ... عمق تفكيري كان اعمق من ذلك الخندق المزعوم بعظم عمقه ... لاأعتقد أنه اعمق من تفكيري .... حسنا اعود لعمق تفكيري فهو الأهم في استراحتي في تلك الغرفة الظلماء .... عشت تلك اللحظات وكأني رجعت الى الوراء ثلاثون سنة حين تذكرت كيف كنا نعيش واخوتي في بيت واحد نتبادل المرح والضحك ... حين كانت أمي تجمعنا على بساطة العيش وتداعبنا ... حين كان أبي يحب أن يسترخي تحت أزيز اصواتنا ... حين تزوجت ورزقت بأطفال خمسة كنت أتعجب كيف كان والدي يستمتع بإزعاج اطفاله بينما في المقابل اصبحنا نسمي هذا الاسترخاء مشاغبة اطفال ومن ثم نلومهم على الازعاج ... عفوا ياسادة ياكرام حين ابحر بكم الى سواحل عدة فحنيني إلى الماضي يكاد يفطر قلبي ... نعم هناك من الخلق من لايريد ان يسترجع الماضي لأنه يشكل جرحا نازفا صعب الاندمال ... لاتتعجبوا ياسادة ياكرام اذا قلت لكم اني كلما اتصور ان هناك من عذب في ماضيه تسيل عيني بالدمع لأني لاأتصور ان تكون هناك زبانية من البشر يعذبون نظرائهم في البشرية ..... أمي وأبي وأمهاتكم وآبائكم يشكلون ماضي القوة في الحب والألفة ... اما نحن فلا أعتقد اننا مضينا على ماضي الاولين الاوفياء .. ( هل دارت رؤوسكم حين قراتم موضوعي ) ؟؟؟؟