الحنان الذى يغمر الطفل فى شهوره الأولى وهو ينام فى أحضان أمه يعد مصدرا هائلا للصحة
النفسية لكل من الرضيع وأمه فهو دليل قبول للرضيع كما أنه دليل كفاءة وإيمان من الأم بدورها
الإنسانى ومسئوليتها عن القرار اتخذته بمحض إرادتها لإنجاب هذا الطفل وهو حجر الأساس فى
بنيان عقل الرضيع وفؤاد وتكوين وجدان مستقر يغمر حياة الرضيع بالاطمئنان والثقة فى هذا الكون كما أن نومه فى أحضان أمه يجعله ينام بسرعة واستقرار .
أن نوم الرضيع بعيدا عن أمه يشكل عبئا كبيراً على قدراته الفسيولوجية وهو مصدر للاضطرابات
النفسية والاجتماعية لقد أثبتت الأبحاث الأخيرة أن نوم الطفل بعيدا عن أمه فى سريره الجميل
المزركش والمغطى بالزخارف كقصر صغير معناه شيئان أولهما الحرمان من دفء الأم ومن حنانها
ومن صوت ضربات القلب الرهيفة التى تعود عليها وهو فى بطن أمه فهو يحس مع البعد عن هذه
النبضات بالغربة والصمت فى بداية حياته .
ثانيها : إن الأم عندما ينام ابنها الرضيع بجوارها يكون نومها خفيفا خوفا من أن تصيب ابنها الرضيع
بالأذى إذا انقلبت عليه ولذلك فإنها تستيقظ بمجرد أن يتأوه هذه الاستجابة السريعة مصدر كبير
للراحة النفسية والاستقرار والشعور بالثقة والأمان للطفل تجاه هذا العالم الجديد .
وعلى العكس من ذلك فإن نومه بعيدا عن أمه سوف يجعل نومها عميقا ولن تستيقظ ما لم يبك
بكاء مريرا .. إن هذه اللحظات من عمر الرضيع عندما يجد نفسه وحيدا هى لحظات من الرعب
الحقيقى ولذلك فإنه يبدأ فى البكاء فإذا لم يستجيب له فإنه يبدأ فى العويل والصراخ وهو نداء
متواصل ويشكل التأخير فى الاستجابة .
لنداءاته مصدرا للآلام النفسية الشديدة ومصدر لعدم الاطمئنان ونذيرا خطيرا للمجتمع المحيط به
بدون سبب يذكره مما يجعله يفقد الثقة فى نفسه وتتعقد أمور حياته .
* بعد الرضيع عن أمه وأثره السلبى
أن الأبحاث أثبتت أن نوم الطفل وحيدا فى شهوره الأولى يؤدى إلى توتر شديد وأن هذا التوتر
الشديد يؤدى إلى ارتفاع كبير فى معدلات إفراز هرمون الكورتيزول كما تقول دراسة بجامعة
هارفارد.إن هذا الارتفاع فى مستوى الكورتيزول يؤثر على المنطقة أسفل قشرة المخ ويؤدى إلى
اضطراب فى كيمياء الجهاز العصبى مما ينتج عمه تعود هذا الرضيع على التوتر الذى قد يستمر
باقى عمره وهو مما يعنى حدوث المرض بدون وجود مشاكل وراثية ومعاناة تستمر إلى مرحلة
المراهقة والشباب .
أن هرمون الكورتيزول يجعله دائما على استعداد للتوترات ويقلل من تحمله لمستويات التوتر
المرتفعة مما يجعله قابلا للإصابة بالأمراض النفسية وقد يصعب عليه الشفاء من هذا التوتر فيصبح
سمة لشخصيته تعيق نموه النفسى .
إن هذا الضغط النفسى يماثل الإصابة بعصاب ما بعد الصدمة الذى يتعرض له الرهائن الذين تعرضوا
للاغتصاب وهو يؤدى فى المستقبل حياة الطفل إلى النرجسية والاكتئاب والعنف والعزلة المزمنة
بعيداً عن المجتمع .
كما انه يؤدى إلى مجتمع الفردية الذى يطلب فيه كل إنسان حقه الشخصى فقط ويجعله عاجزاً عن
التعامل مع الأزمات ويشعر بالعار من تصرفاته وقد يقوده إلى الانطواء .
ومن هنا يجب أن نحرص على نوم الرضيع مع والديه حتى الشهر الثالث من عمره على الأقل